فضل العطف على الأيتام
سئل بعض الصالحين عن سبب توبته فقال : كنت فى حداثة سنى لا
أقف على زلة فرأيت يوماً جارية حسنة الوجه ففتنت بها فأشرت إليها
فلما صارت بالقرب منى أدركها جزع شديد ، فقلت لها : لا تخافى
فجعلت ترعد كسعفة فى يوم ريح ، فقلت لها : أخبرينى بخبرك ، فقالت
والله يا أخى هذا موقف ما وقفته قبل يومى هذا قط ، ولى ثلاثة بنات :
ولهن ثلاثة أيام لم نستطعم فيها طعاماً !! فلما كان هذا اليوم حملنى
الجوع والشفقة على ما ترى ، قال : فعند ذلك رق لها قلبى وسألتها على
مسكنها فأعلمتنى به ، فحملت إليها ما قدَّر الله عز وجل من دراهم
وكسوة وقمح وغير ذلك ، ثم عَمِدت إلى ما فى بيتى فبعته ودفعته لوالدتى وأخبرتها بالقصة ، وكان عندى سجل أثبت فيه سيئاتى ، فقالت : يا ولدى
أنت رجل لم تعمل حسنة قط غير هذه ، وعندك سجل تثبت فيه سيئاتك
فقم واثبت فيه هذه الحسنة ، فقمت إلى السجل وفتحته فوجدته أبيض
من أوله إلى آخره !!! وفيه سطر واحد : إن الحسنات يُذهِبن السيئات
سورة هود الآية رقم 114 فرفعت يدى إلى السماء وقلت : وعزتك وجلالك
لا عصيتك بعد يومى هذا أبدا
من كتاب 200 قصة من حياة الصالحين
جمع وتعليق سعد يوسف أبو عزيز